کد مطلب:355768 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:270

الاعتراض 03


هذا الاعتراض فیه أُمور:

الامر الاوّل:

من أین كان لعلی ذلك الخاتم؟ من أین حصل علیه؟

الامر الثانی:

ما قیمة هذا الخاتم وبأیّ ثمن كان یسوی فی ذلك الوقت؟ ولا یستحقّ شی ء من هذا القبیل من الاعتراض أن ینظر إلیه ویبحث عنه.



[ صفحه 30]



نعم یبقی:

الامر الثالث:

وله وجه ما، وهو أنّه یفترض أن یكون علی (علیه السلام) فی حال الصلاة منشغلاً بالله سبحانه وتعالی، منصرفاً عن هذا العالم، ولذا عندنا فی بعض الروایات أنّه لمّا أُصیب فی بعض الحروب بسهم فی رجله وأُرید إخراج ذلك السهم من رجله، قیل انتظروا لیقف إلی الصلاة، وأخرجوا السهم من رجله وهو فی حال الصلاة، لانه حینئذ لا یشعر بالالم، المفترض أن یكون أمیرالمؤمنین هكذا، ففی أثناء الصلاة وهو مشغول بالله سبحانه وتعالی كیف یسمع صوت السائل؟ وكیف یلتفت إلی السائل؟ وكیف یشیر إلیه ویومی بالتقدم نحوه، ثمّ یرسل یده لیخرج الخاتم من أصبعه؟ وهذا كلّه انشغال بأُمور دنیویّة، عدول عن التكلّم مع الله سبحانه وتعالی، والاشتغال بذلك العالم.

هذا الاشكال قد یسمّی بإشكال عرفانی، لانّ الاشكال السابق مثلاً حیث أرادوا جعل الواو عاطفة لا حالیّة إشكال نحوی، ولیكن الاشكال السابق علیه فی الولایة إشكالاً لغویاً، فلنسمّ هذا الاشكال بالاشكال العرفانی، فالله سبحانه وتعالی عندما یخاطب أمیرالمؤمنین فی الصلاة وعلی یخاطبه، وهما یتخاطبان، وهو منشغل بالله سبحانه وتعالی، كیف یلتفت إلی هذا العالم؟



[ صفحه 31]



والجواب:

أوّلاً: لقد عُدّت هذه القضیّة عند الله ورسوله وسائر المؤمنین من مناقب أمیرالمؤمنین، فلو كان لهذا الاشكال أدنی مجال لمّا عدّ فعله من مناقبه.وثانیاً: هذا الالتفات لم یكن من أمیرالمؤمنین إلی أمر دنیوی، وإنّما كانت عبادة فی ضمن عبادة.

ولعلّ الافضل والاولی أنْ نرجع إلی أهل السنّة أنفسهم، الذین لهم ذوق عرفانی، فی نفس الوقت الذی هم من أهل السنّة، ومن كبار أهل السنّة:

یقول الالوسی: [1] قد سئل ابن الجوزی [2] هذا السؤال، فأجاب بشعر، وقد سجّلت الشعر، والجواب أیضاً جواب عرفانی فی نفس ذلك العالم، یقول:

عن الندیم ولا یلهو عن الناسِ یسقی ویشربُ لا تلهیه سكرتهُ



[ صفحه 32]



فعلِ الصحاةِ فهذا واحدُ الناسِ أطاعَهُ سُكرُهُ حتّی تمكّن من هذا شعر ابن الجوزی الحنبلی، الذی نعتقد بأنّه متعصّب، لانّه فی كثیر من الموارد نری أمثال ابن تیمیّة والفضل ابن روزبهان وأمثالهما یعتمدون علی كتب هذا الشخص فی ردّ فضائل أمیرالمؤمنین ومناقبه، أمّا فی مثل هذا المورد یجیب عن السؤال بالشعر المذكور.

أمیرالمؤمنین (علیه السلام) جمع فی صفاته الاضداد، هذا موجود فی حال أمیر المؤمنین، وإلاّ لم یكن واحد الناس، وإلاّ لم یكن متفرّداً بفضائله ومناقبه، وإلاّ لم یكن وصیّاً لرسول الله، وإلاّ لم یكن كفواً للزهراء البتول بضعة رسول الله، وإلی آخره.

فحینئذ هذا الاشكال أیضاً ممّا لا یرتضیه أحدٌ فی حقّ أمیرالمؤمنین، بأن یقال: إنّ علیّاً انصرف فی أثناء صلاته إلی الدنیا، انصرف إلی أمر دنیوی.

نعم وجدت فی كتب أصحابنا ولم أجد حتّی الان هذه الروایة فی كتب غیر أصحابنا: عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: تصدّقت بخاتمی أربعین مرّة ولم تنزل فی حقّی آیة.

إذن هذا الاعتراض أیضاً لا مجال له.



[ صفحه 33]




[1] روح المعاني 169:6.

[2] ابن الجوزي هذا جدّ سبط ابن الجوزي، وإنّما نبّهنا علي هذا، لانّه قد يقع اشتباه بين ابن الجوزي وسبط ابن الجوزي، فالمراد هنا: أبوالفرج ابن الجوزي الحنبلي الحافظ، صاحب المؤلّفات الكثيرة، المتوفي سنة 597 ه.